عزيزتي المشرفة التربوية
أولاً احمدي الله على وصولك إلى هذا المكان الذي تتولين فيه مهمة الإشراف على مجموعة من المعلمات ربما تكن إحداهن أفضل منك أو كلهن ولكن بحكم القدر أصبحت مشرفة عليها ليس هذا فحسب بل وتحاولين التفيقه وممارسة أساليب الفلسفة والإنتقاد وعدم الرضا وكأنك أنزلت من السماء مشرفة تربوية ، أولم تمري بما مرت به المعلمات من صعوبات ومشاكل وأزمات سبحان الله .
لن أكثر عليك اللوم والعتب ولكن أقول لك قومي أنت من باب التعليم بالقدوة بإعداد مجموعة من الدروس التطبيقية وطبقي فيه ما تتفلسفين به لمعلماتك من طرق واستراتيجيات و تخاريف أخرجت التعليم من مساره الصحيح إلى مسار الله به عليم ، ثم ألزمي معلماتك بالتطبيق وبعدها انقديها ووجهيها .
أنت في منصة التوجيه أنت ومثيلاتك ابتعدتن عن الميدان ولحسن حظوظِكن نفذتن مما استجد في التعاميم واقتصر دوركن على شرح التعاميم و توجيه النقد و الأوامر و المعلمات و كثير منهن للأسف لا تملك لنفسها نفعاً ولا ضرا ولا تعارض ولا تبدي رأيها و لربما كانت هي أفضل من مشرفتها بكثير .
اعلمي عزيزتي أن المعلمة التي تبحثين عنها لن تجديها إلا بنسبة خمسة بالمئة على أكبر تقدير هذا ليس لقصور في أداء المعلمات ولكن لأنك تبحثين عن معلمة متجردة من المسؤلية و معلمة مقتدرة صحياً و مادياً و نفسياً حتى تطبق لك ما تطمحين إليه من حصص خيالية ناسية أو متناسية أن الكتاتيب و السبورة و الطباشير هي التي أنتجت العلماء و المفكرين و الأُدباء و المخترعين و أن استراتيجياتكم التي ملأتم الدنيا بها ضجيجاً هي التي أنتجت جيلاً من البُله و المتراجعين فكرياً و علمياً .
فرويداً رويداً و ثقي أنني سآخذ من مستجداتكم ما يروق لي وما أشعر أنه سينفع طالباتي فهن أغلى عندي من أن أشتت عقولهن و أصرفهن عن جادة التعليم إلى اللعب بالتعليم و سأحاول جاهدةً أن أرضي ربي و أحافظ على عقول بناتي وإني واثقة أنهُن سيذكرنني بالخير ولو بعد حين .
والسلام خير ختام .
ملاحظة : نفس الرسالة توجه من معلم إلى مشرف تربوي .